الحضور البارز للمرأة السودانية خلال الثورة لم يأت من فراغ، وإنما بني على تاريخ عريق للحركة النسائية السودانية التي كانت من أوائل الحركات النشطة في المنطقة، كما أن أول امرأة منتخبة برلمانيا في أفريقيا والشرق الأوسط كانت سودانية أيضا وهي فاطمة أحمد إبراهيم، وفق ما جاء في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
بعد الإطاحة بالبشير كانت آمال السودانيات مرتفعة، وتوقعاتهن في الحصول على حقوقهن في التمثيل النصفي في كل أجهزة السلطة الانتقالية كبيرة، خاصة أن مشاركتهن في مناهضة النظام السابق كانت فعالة للغاية، بدءا من تنظيم المظاهرات والاحتجاجات وإيواء الثوار والاعتصام والدعم الاجتماعي، ولم يكن دورهن يقتصر على دعم الرجال فقط، بل تعداه إلى قيادة العمل اليومي المقاوم.
أحلام النساء
أطلقت نساء السودان في مايو/أيار الماضي حملة لتحقيق مشاركة متساوية في آليات التغيير، وحصول المرأة على نصف المقاعد في كل أجهزة السلطة الانتقالية.
وكانت قوى التغيير قد أعربت عن التزامها، في وقت سابق، بتمثيل عادل للنساء في كل آلياتها ومؤسسات السلطة الانتقالية، لكنها لم تلتزم فعليا بتلك النسبة، كما غابت المشاركة النسائية العادلة المتفق عليها عن التنظيمات المختلفة في لجان صنع القرار الخاص بالتغيير.
وبدا الوجود النسائي الفعلي أقل من النسبة المتفق عليها، مما دفع القيادات النسائية لتدشين اعتصام في ميدان الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، تحت اسم “نساء السودان للتغيير” والمطالبة بتحقيق المشاركة النسائية المطلوبة في أجهزة المرحلة الانتقالية.
اترك رد